الأحمر أبو محرز خلف بن حيان بن محرز الأشعري البصري (180هـ)

الشهرة

خلف الأحمر

اللقب

الأحمر

الكنية

أبو محرز

الاسم

خلف

النسب

بن حيان بن محرز

النسبة

الأشعري البصري

المولد

الوفاة

180 هـ (796م)

لم يتم إضافة أي تخصصات بعد

لم يتم إضافة أي كتاب

هو أبو محرز خلف الأحمر بن حيان بن محرز الأشعري البصري، أحد رواة العرب وعلمائها بل لم يكن في نظرائه من الرواة من هو أعلم منه بالعربية نحواً ولغة وشعرا ولا أصح نقداً للشعر، ولا أطبع منه على صوغه صياغة فحول الجاهلية.
أخذ خلف النحو عن أئمة عصره كعيسى ابن عمر الثقفي، ويونس بن حبيب النحوي الذي لازم مجالسه كما ذكر أبو زيد الأنصاري عشرين سنة. وأخذ النحو أيضاً والغريب والقراءة عن أبي عمرو بن العلاء، وشاركه فى الأخذ عنه شيخه يونس بن حبيب، وأبو محمد اليزيدي وسيبويه وقطرب. وأخذ اللغة والغريب عن أبي الخطاب الأخفش وعن أبي زيد، وكان طلاب العلم لا يجدون غضاضة في أخذ بعضهم عن بعض، وفي اشتراك الأستاذ وتلميذه فى الأخذ عن شيخ واحد أحيانا.
وأخذ خلف الشعر عن حمّاد الراوية، وأكثر من الأخذ عنه، وكان سيبويه من زملاء خلف الأحمر فى الأخذ عن حماد بن سلمة ويونس بن حبيب وأبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر الثقفي. وكان يونس بن حبيب يقول: ( أول من تعلمت منه النحو حماد بن سلمة )، وفي رواية أخرى: ( كان حماد رأس حلقتنا ومنه تعلمت العربية ).
أما تلاميذه فهم كثر، منهم الأصمعي عبد الملك بن قريب فقد أخذ عن خلف الأحمر علم الشعر ونقده، قال أبو عبيدة: ( خلف الأحمر معلم الأصمعي ومعلم أهل البصرة ). ومن تلاميذه العلماء بالشعر محمد بن سلام الجُمحي صاحب الطبقات، وأبو نواس الحسن بن هاني الذي قال فيه الإمام الشافعي : ( لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم )، وكان أبو نواس معجباً بأستاذه وصديقاً مخلصاً له، وقد رثاه بعدة قصائد. وسمع منه أبو عبيدة وحدث عنه أبو حاتم السجستاني، وأبو العاصي وخلق كثير.
وخلف الأحمر من النحاة، ذكرنا أن خلفا أخذ النحو عن أئمته كأبي عمرو بن العلاء ويونس بن حبيب شيخ سيبويه، وعيسى بن عمر الثقفي وحماد بن سلمة بن دينار، وأبي الخطاب الأخفش وغيرهم؛ ولكن شهرته بالشعر ونقده وروايته قد غطت على علمه بالنحو شأنَ كثير من العلماء الذين اشتهروا بعلم غلب عليهم، وهم لا يقلون عما اشتهروا به في علوم أخرى.
وخلف الأحمر وسيبويه أخذا عن يونس بن حبيب الذي أخذ عنه أبو زيد والكسائي والفراء وخلق، كما أخذا عن أبي الخطاب الأخفش وعيسى بن عمر الثقفي وحماد بن سلمة، فهما في طلب النحو رفيقان، وفي لغة العرب فرسا رهان؛ وممن رافق خلفاً في تلقي النحو واللغة والقراءة عن أبي عمرو بن العلاء يحيى بن المبارك اليزيدي، وكانا من خاصة تلاميذه الذين يثق بهم. وهكذا كان خلف الأحمر ممن تمرس، وهو فتى بمسائل النحو على أيدي أئمته المحققين.
قال شَمِر: ( وخلف الأحمر أول من أحدث السماع بالبصرة، وذلك أن خلفاً جاء إلى حماد الراوية فسمع منه الشعر، وكان حماد ضنينا بأدبه، وبفضل خلف ومحبة حماد له أسلس حماد قياده للراغبين في علمه من أهل البصرة، فأخذوا في حلقة العلم عنه، وذلك لعلمهم بانفراد حماد بروايات من الشعر ليست لغيره، فأخذوا عنه كل شعر امرىء القيس بن حُجر، وكانوا قد أخذوا بعض شعره من أبي عمرو بن العلاء، وقالوا عن حماد: إنه كان من أعلم الناس بلغات العرب وأيامها وأشعارها وأخبارها، وإنه هو الذي جمع السبع الطُّوَل، ذكر ذلك أبو جعفر النحاس، وكان يحفظ على كل حرف من حروف المعجم مائة قصيدة طويلة سوى المقطعات من شعر الجاهلية، وغير شعر الإسلام ).
أما إجلال العلماء لخلف الأحمر، فقد أجمع علماء عصره على أن خلفاً كان أعلم الرواة بالشعر ومعانيه ومذاهب الشعراء فيه، وحكى محمد بن سلام الجمحي في طبقاته: ( اجتمع أصحابنا أنه كان أفرس الناس ببيت شعر وأصدقه لساناً، كنا لا نبالي إذا أخذنا عنه خبرا أو أنشدنا شعرا أن لا نسمعه من صاحبه ).
وأما اتهام خلف الأحمر بالوضع والنحل فحسبنا قول الجمحي في طبقاته: ( كنا لا نبالي اذا أخذنا عنه خبرا، أو أنشدنا شعرا أن لا تسمعه من صاحبه ). ولكن الذي يعلم ما بين مدرستي البصرة والكوفة من خصومة وعداء، وجدل واتهام وافتراء، وأن كلا من الفريقين كان يتهم صاحبه ويظلمه، لابد له وأن يرتاب في تلك الأخبار التي تحتمل الصدق والكذب، يقول الجاحظ : ( ولقد ولّدوا على لسان خلف الأحمر والأصمعي أرجازاً كثيرة فما ظنك بتوليدهم على ألسنة القدماء ! ).
أما خُلُقه فقد كان خلف حلو المحاضرة لطيف العبارة طريف المفاكهة والمداعبة، مع ما كان فيه من زهد وعبادة يدل على ذلك ما ذكره أبو الطيب اللغوي في مراتبه: وهو أنه كان يختم القرآن كل يوم وليلة.
توفي رحمه الله نحو ثمانين ومائة للهجرة (180 هـ)، تغمده الله برحمته الواسعة.

لم يتم إضافة أي شيوخ بعد